كتبت : فاطمة حسن الجعفرى
” واتقوا الله و يعلمكم الله “
(( المدد أولا ،، ثم العدد ))
ﻫﺬا ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ هو ﺍلنهج ﺍلذي ﻛﺎﻥ
عليه الحبيب صلوات الله عليه
( ﻣُّﺤَﻤَّﺪٌ ﺭَّﺳُﻮﻝُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻣَﻌَﻪُ )
لاتجاهد ﺑﺬﻛﺮ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﻣﺎﺋﺔ ﻭتسع وﻋﺸﺮﻳﻦ ﻣﺮﺓ
فحسب بل جاﻫﺪ نفسك ﺃﻥ تكون لطيفا ﻣﻊ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ،
أولا فإن ﻭﺭﺍﺛﺔ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ، ﻭﻭﺭﺍﺛﺔ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ، ﻭﻭﺭﺍﺛﺔ
ﺍلعلوم اللدنية ، ﻟﻤﻦ ﺗﺨﻠﻖ ﺑﺄﺧﻼﻕ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ صلى
الله عليه وآله ﻭﺍﺟﺘﻬﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ملتزما بسنته
سائرا على خطاه ،، أحبتي في الله ،
ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﻔﻌﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻌﻞ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻓﻲ ﺇﺩﺧﺎﻝ
ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﻲ القلوب ﻫﻮ التخلق باﻷخﻻق ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ،
( ﻓَﺒِﻤَﺎ ﺭَﺣْﻤَﺔٍ ﻣِّﻦَ ﺍﻟﻠّﻪِ ﻟِﻨﺖَ ﻟَﻬُﻢْ ﻭَﻟَﻮْ ﻛُﻨﺖَ ﻓَﻈّﺎً ﻏَﻠِﻴﻆَ
ﺍﻟْﻘَﻠْﺐِ ﻻَﻧﻔَﻀُّﻮﺍْ ﻣِﻦْ ﺣَﻮْﻟِﻚَ ﻓَﺎﻋْﻒُ ﻋَﻨْﻬُﻢْ ﻭَﺍﺳْﺘَﻐْﻔِﺮْ ﻟَﻬُﻢْ ﻭَﺷَﺎﻭِﺭْﻫُﻢْ ﻓِﻲ ﺍﻷَﻣْﺮ )ِ
ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺎﺕ ﻭﻛﺬﺍ ﻋﻠﻰ ،
ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭﺯﻳﺎﺭﺓ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻠﻪ ،
ﻟﻜﻦ ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻜﻤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺻﺤﺎﺏ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ صلى الله عليه وآله ؟
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﺍﺕ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺍﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﻧﺼﺒﺢ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ،
( ﺛُﻠَّﺔٌ ﻣِّﻦَ ﺍلأﻭَّﻟِﻴﻦَ ﻭَﻗَﻠِﻴﻞٌ ﻣِّﻦَ ﺍلأﺧِﺮِﻳﻦَ )
ﻭﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﻠﺤﻖ ﺑﻬﺆﻻﺀ ﺑﺄﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺪﻳﻬﻢ :
ﻓﺘﺸﺒﻬﻮﺍ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﺜﻠﻬﻢ ،
ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺸﺒﻪ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﻼﺡ ،
ﻭﻟﻮ بحثنا ﻓﻲ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﻭﺍﻟﻼﺣﻘﻴﻦ
ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﺗﺠﺪﻫﻢ ﻗﺪ ﺣﺼﻠﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﺑﺎﻟﺘﺠﻤﻞ
ﺑﺄﺧﻼﻕ ﺳﻴﺪ ﺍﻷﻭﻟﻴﻦ ﻭﺍﻵﺧﺮﻳﻦ صل ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وآله
ﻭﺳﻠَّﻢ ﻭ ﻧﺎﻟﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﺑﺢ
واﻟﻌﺪﺩ فقط ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻤﺪﺩ أولا ﻓﻼ ﻳﺠﺎﻫﺪ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﺳﻢ
ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻣﺮﺓ فحسب بل ﻳﺠﺎﻫﺪ ﻧﻔﺴﻪ
ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻄﻴﻒ ﻣﻊ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ أولا ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﻠﻪ
ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠَّﻢ ﻭﻳﺘﺠﻤﻞ ﺑﺎﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﻤﺤﻤﺪﻳﺔ
ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺗﺨﻠﻖ ﺑﺨﻠﻖ ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺭﺙ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻣﻦ ﻛﻨﻮﺯ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﻤﺤﻤﺪﻱ ،
ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺠﻤﻞ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ ﺧﻠﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺗﺒﺔ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ،
( ﻻﻳﺰﺍﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺼﺪﻕ ﻭﻳﺘﺤﺮﻯ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﺘﺐ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﺪﻳﻘﺎً )
ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻳﺄﺧﺬ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺗﺒﺔ ،
ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺤﻠﻰ ﺑﺎﻷﻣﺎﻧﺔ ﺟﻌﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞَّ ﺃﻣﻴﻨﺎً ﻋﻠﻰ
ﺃﺳﺮﺍﺭﻩ ﻭﺧﺎﺯﻧﺎً ﻷﻧﻮﺍﺭﻩ ﻭﻳﺄﺗﻤﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ،
ﻭﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻷﻗﺪﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪﺭﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺟﺪﻩ ،
ﺃﻣﻴﻨﺎً فآﺗﻤﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺮﺍﺭﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻬﺪﻯ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺣﻴﻨﻬﺎ ،
ﺇﻛﺮﺍﻣﺎً ﻟﻪ ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻜﺮﻡ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ،ﻳﺘﺨﻠﻘﻮﻥ ﺑﺄﺧﻼﻕ
ﺣﺒﻴﺒﻪ ﻭﻣﺼﻄﻔﺎﻩ صل الله عليه وآله ،
ﻭﺇﺫﺍ ﺟﻤﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺼﻔﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻃﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺃﻛﺮﻣﻪ ،
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞَّ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﻳﺸﻬﺪ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻄﻬﺮ ﻭﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻨﻘﺎﺀ ،
ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺀ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺍﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻗﺎﺑﻊ ﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ
ﻭﺇﺫﺍ ﺃﻛﺮﻣﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞَّ ﻭﻋﻤﻞ ﺑﻘﻮﻟﻪ
[ ﻳُﺤِﺒُّﻮﻥَ ﻣَﻦْ ﻫَﺎﺟَﺮَ ﺇِﻟَﻴْﻬِﻢْ]
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ صل الله عليه وآله ﻣﻦ ﻛﺎﻥ
ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻠﻴﻜﺮﻡ ﺿﻴﻔﻪ ﻭﺗﺨﻠﻖ
ﺑﺨﻠﻖ ﺍﻟﻜﺮﻡ ﺍﻟﻤﺤﻤﺪﻱ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞَّ ﻟﻪ ﻛﻨﻮﺯ
ﺍﻟﻜﺮﻡ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻭﺃﻛﺮﻣﻪ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻋﻴﻦ ﺭﺃﺕ ﻭﻻ ﺃﺫﻥ
ﺳﻤﻌﺖ ﻭﻻ ﺧﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﺑﺸﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀﺍﺕ ،
ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﻨﻮﺯ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﺰ
ﻭﺟﻞ ،
ﻭﺇﺫﺍ ﺃﻛﺮﻣﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻮﻓﺎﺀ ﻭﻛﺎﻥ ﻭﻓﻴﺎً ﺣﺘﻰ ﻣﻊ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ
ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺪ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﻓَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞَّ ﻟﻪ ﺑﻤﺎ ﻭﻋﺪ
ﺑﻪ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻭﺃﺣﺒﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻦ
ﻭﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﻭﺩﺧﻞ ﻓﻲ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ :
( ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ ﺭِﺟَﺎﻝٌ ﺻَﺪَﻗُﻮﺍ ﻣَﺎ ﻋَﺎﻫَﺪُﻭﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻓَﻤِﻨْﻬُﻢ ﻣَّﻦ ﻗَﻀَﻰ ﻧَﺤْﺒَﻪُ ﻭَﻣِﻨْﻬُﻢ ﻣَّﻦ ﻳَﻨﺘَﻈِﺮُ ﻭَﻣَﺎ ﺑَﺪَّﻟُﻮﺍ ﺗَﺒْﺪِﻳﻼً )
ﺇﺫﺍً ﻭﺭﺍﺛﺔ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻭﻭﺭﺍﺛﺔ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ﻭﻭﺭﺍﺛﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻟﻤﻦ ،
ﺗﺨﻠﻖ ﺑﺄﺧﻼﻕ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ صل الله عليه وآله ﻭﺍﺟﺘﻬﺪ ،
ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺞ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞَ ،
ّ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺘﺎﺭﻩ
ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ صل الله عليه وآله ﻭﺍﺧﺘﺎﺭﻩ
ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻭﺗﺎﺑﻊ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻭﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ
ﻭﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ .
ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻓﻌﻞ ؟!
ﺃﻓﺘِّﺶ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ؟
ﻭﺃﺯﻥ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﺤﺒﻴﺐ ﺍﻟﻠﻪ صلى الله عليه وآله ﻭﺃﺻﺤﺎبه
ﻭﺃﺭﻯ ﺃﻳﻦ ﺃﻧﺎ ﻣﻨﻬﻢ ؟
ﻭﻟﻦ ﻳﻈﻬﺮ ﺃﺣﺪ ﻟﻚ ﻣﺎﻋﻨﺪﻙ ﻟﻜﻨﻚ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﻴﻦ
ﻟﻨﻔﺴﻚ و ﻃﻮﺑﻰ ﻟﻤﻦ ﺷﻐﻠﻪ ﻋﻴﺒﻪ ﻋﻦ ﻋﻴﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،
ﻓﻠﻮ ﺫﻫﺒﺖ ﻟﻠﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻲ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻣﺮﺽ ،
ﻭﻟﻜﻨﻚ ﺗﻜﺎﺑﺮ ﻭﺗﻨﻜﺮ ﺃﻧﻚ ﻣﺮﻳﺾ ﻫﻞ ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ ﺃﻭ ﺗﻨﺘﻔﻊ
ﺑﺎﻟﻄﺒﻴﺐ ؟ مؤكد ﻻ
ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻙ ،
ﻛﻴﻒ ﺃﻋﺮﻑ ؟
ﺃﺯﻥ وﺃﺭﻯ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ صل الله عليه وآله
ﻭﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﻭﺃﺯﻥ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻬﻢ ﻭﺃﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ
ﺃُﺻﻠﺢ ﻣﻦ ﺃﺧﻼﻗﻲ ﻭﺍﺣﺪﺍً ﺗﻠﻮ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﺃﺑﺪﺃ ﺃﻭﻻً ﺑﺎﻟﻨﻘﺎﺀ
ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺀ ﻟﻠﻨﻮﺍﻳﺎ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﻳﺎ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻟﻤﺤﺮﻙ .
(ﻭَﻧَﺰَﻋْﻨَﺎ ﻣَﺎ ﻓِﻲ ﺻُﺪُﻭﺭِﻫِﻢ ﻣِّﻦْ ﻏِﻞٍّ ﺇِﺧْﻮَﺍﻧﺎً ﻋَﻠَﻰ ﺳُﺮُﺭٍ ﻣُّﺘَﻘَﺎﺑِﻠِﻴﻦَ)
ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻇﺎﻫﺮﻱ ﻛﺒﺎﻃﻨﻲ
ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺣﻮﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ صل الله عليه وآله ﺻﻨﻔﺎﻥ :
ﺻﻨﻒ ﻣﻨﻬﻢ ﻇﺎﻫﺮﻫﻢ ﻛﺒﺎﻃﻨﻬﻢ
ﻭﺍﻟﺼﻨﻒ ﺍﻵﺧﺮ ﻳﻈﻬﺮﻭﻥ ﺧﻼﻑ ﻣﺎ ﻳﺒﻄﻨﻮﻥ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻫﺆﻻﺀ ،
(ﺇﻥ ﺷﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻮﻡ ،ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺫﺍ ﺍﻟﻮﺟﻬﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻘﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺑﻮﺟﻪ ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺑﻮﺟﻪ)
ﻭﻫﺬﺍ ﻧﻔﺎﻕ ﻭﻣﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺎﻛﻠﺔ ﻓﺤﺘﻰ
ﻟﻮ ﺟﻠﺲ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺃﺑﺪ ﺍﻟﺪﻫﺮ ،لن يكون ﻣﻨﻬﻢ ؟
ﻓﻴﻠﺰﻡ ﺃﻭﻻً : ﺃﻥ ﺃﻃﻬﺮ ﺑﺎﻃﻨﻲ ﻣﻦ ﺃﻭﺻﺎﻑ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ
ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻇﺎﻫﺮﻱ ﻛﺒﺎﻃﻨﻲ ﺻﻔﺎﺀ ﻭﻧﻘﺎﺀ ﻭﺟﻤﺎﻝ ﻭﻧﻮﺭ
ﻭﺑﻬﺎﺀ ﻭﺃﺗﺨﻠﺺ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﺐ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ
ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻟﻮ ﻇﻠﺖ ﻣﻌﻲ ﻓﻠﻦ ﺃﺗﺤﺮﻙ
ﻗﺪﺭ ﺃﻧﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞَّ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ
ﺳﻴﺪ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ صل الله عليه وآله ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻇﻬﺮ
ﻭﺃﻓﺮﺡ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺜﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻲَّ ﺃﻭ ﺃﻋﺠﺐ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻋﻤﻞ ﺃﻱ ﻋﻤﻞ ﻓﻼ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺃﺗﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻛﻤﻞ ﺃﺧﻼﻗﻲ ،
ﻫﺬا ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ هو ﺍلنهج ﺍلذي ﻛﺎﻥ عليه ،
( ﻣُّﺤَﻤَّﺪٌ ﺭَّﺳُﻮﻝُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻣَﻌَﻪُ )
” اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى الْحَبِيبِ الأَعْظَم ،
وَالْمَلاذِ الأَفْخَم ، طِبِّ قَلْبِي وَالْبَلْسَم ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ بْنَ عَبْدِ الله ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَدَدَ مَافِي عِلْمِ الله، صَلاةً يُفَاضُ نُورُهَا ، عَلَى جَمِيعِ أَجْزَاءِ ذَاتِي ، فَيَجْعَلُنِي مُسْتَغْرِقًا بِالْكُلِّيَّةِ فِي شُهُودِ ذَاتِهِ الْعَلِيَّة ، “
فَلا أَتَحَرَّكُ حَرَكَةً إِلاَّ وَفِيهَا سِرُّحَرَكَاتِهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)
وَلا أَتَنَفَّسُ نَفَسًا إِلاَّ وَفِيهِ عَبِيرُ أَنْفَاسِهِ( صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلِّمَ )
وَلا أَسْكُنُ سُكُونًا إِلاَّ وَفِيهِ طِيبُ سَكَنَاتِهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)
وَلا أَقُولُ قَوْلاً إِلاَّ وَفِيهِ نُورُ أَقْوَالِهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)
وَلا أَفْعَلُ فِعْلاً إِلاَّ وَفِيهِ هَدْيُ أَفْعَالِهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)
وَلا يَكُونُ بِي حَالٌ إِلاَّ مِنْ فَيْضِ أَحْوَالِهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)
وَلا لِيَ مَقَامٌ إِلاَّ مِنْ بَرَكَةِ مَقَامَاتِهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم)